السمنه عند الاطفال (مرض العصر الجديد)

السمنه عند الاطفال (مرض العصر الجديد)






ازدادت خلال الفترة الأخيرة معدلات السمنة عند الأطفال بشكل ملحوظ في دول العالم المختلفة وخاصة الدول الغربية وليست مقتصرة فقط على مجتمعاتنا العربية وكان نتيجة لذلك ارتفاع مستوى الإصابة بأمراض عديدة من أهمها السكري ومشاكل القلب وغيرها مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض مختلفة على سن مبكرة.

أما تعريف السمنة المفرطة الطبي فهي أن يكون وزن الطفل أكثر من الوزن الطبيعي بالنسبة لسنه، نوعه (بنت أم ولد)، وطوله. هناك عاملان رئيسيان وراء الإصابة بالسمنة المفرطة: العامل الأول هو أسلوب حياة الطفل مثل عادات أكله وعاداته الرياضية، والعامل الثاني هو الأسباب الطبية مثل عوامل الهرمونات أو العوامل الوراثية.

أولا : أسلوب حياة الطفل: تلعب عادات أكل الطفل وكذلك نوعية الأغذية التي يتناولها دوراً في حدوث السمنة المفرطة، على سبيل المثال أكل الطفل لكميات أكثر من اللازم من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من تناوله الأطعمة الصحية، أو أكل الطفل دون أن يجوع أو أكله أثناء مشاهدة التلفزيون أو عمل الواجبات المدرسية، كل ذلك يؤدي إلى السمنة المفرطة.

إن المحصلة النهائية لتناول الأطعمة الغير صحية وفي نفس الوقت أسلوب حياة الطفل التي تتسم بالكسل هو زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل وقلة نسبة حرقها. يضاف إلى ذلك الاعتقاد الخاطئ لدى كثير من الأمهات بأنهن كلما أطعمن أطفالهن أكثر كلما أصبحوا أكثر صحة.

ثانيا : العوامل الطبية: هناك العديد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى السمنة المفرطة في الأطفال منها: نقص نشاط الغدة الدرقية السمنة في هذه الحالة يصاحبها تأخر في التسنين، أرق، خشونة في الجلد، بالإضافة إلى خشونة شعر الطفل.

كما قد تحدث أيضاً نتيجة نشاط زائد لمركز معين في المخ مسؤول عن تنظيم الشعور بالجوع والشبع، وهو ما يجعل الشخص يشعر بالجوع المستمر والرغبة في الأكل، من الأسباب الأخرى المسببة للسمنة المفرطة في الأطفال هو الإفراز الزائد للكورتيزون من غدة موجودة أعلى الكلى، ويأتي الشك في أن الطفل مصاب بهذه الحالة عند تركز السمنة في الجزء العلوي من الجسم وفي الذراعين ونحافة الساقين بالإضافة غلى وجود خطوط حمراء على البطن. من الأسباب الأخرى أيضاً التي تسبب السمنة المفرطة هو الاستخدام الخاطئ للكورتيزون عند علاج بعض الأمراض.

المشاكل الصحية التي تنتج عن السمنة المفرطة: سواء حدثت السمنة المفرطة نتيجة سبب طبي أو بسبب أسلوب الحياة، فإن السمنة المفرطة في الأطفال هي أمر لا يجب التهاون فيه. الطفل الذي يعاني من سمنة مفرطة يكون أكثر عرضة لمشاكل صحية معينة مثل الربو، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. كما أن الأطفال الذين يعانون من سمنة مفرطة يظهرون استعداداً للإصابة بنوع من السكر الذي يصيب الكبار. كذلك فإن اضطراب النوم نتيجة عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي هي أحد المشاكل الأخرى التي قد يعاني منها هؤلاء الأطفال. وهناك حقيقة أخرى يجب التنبه لها، وهي أن الطفل الذي يعاني من سمنة مفرطة عادةً يعاني أيضاً من سمنة مفرطة عندما يكبر وذلك لأن كمية الخلايا الدهنية التي تتكون في الطفولة لا تقل مع السن من حيث العدد، وعندئذ يكون هناك احتمال أكبر لتعرضه للمشاكل التي تصيب الكبار الذين يعانون من السمنة المفرطة.

المشاكل النفسية التي تنتج عن السمنة المفرطة: أن الضغوط النفسية التي تواجه الطفل الذي يعاني من السمنة المفرطة تعتبر أيضاً مشكلة، وهي كثيراً ما تتضمن سخرية زملائه منه كذلك هناك العديد من المواقف الأخرى التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال وتشعرهم أن بهم خطأ ما، على سبيل المثال عندما يخرجون لشراء ملابس ولا يجدون مقاسهم، الخ.

من كل النواحي، فإن السمنة في مرحلة حرجة من مراحل العمر مثل مرحلة الطفولة لا تكون ميزة كما يعتقد البعض. إذا كان لديكما شك في أن طفلكما يعاني من سمنة مفرطة ولكن لستما متأكدين، فمن الأفضل اللجوء لاستشارة أخصائي. غالباً سيقوم الطبيب بحساب نسبة طول الطفل إلى وزنه، ثم يتم بعد ذلك مقارنة النتيجة بجدول النمو – في الجزء الخاص بعمر طفلك ونوعه – وذلك لكي يتم تحديد درجة السمنة إن وجدت. ويمكن باجراء معادلة بسيطة تقدير درجة السمنة كالآتي :

الوزن (كجم) / الطول (م)2
المعدل الطبيعي : 18.5 – 24.9
معرض للسمنة : 25 – 29.9
سمنة : 30 أو >30
بعد ذلك يتم عمل بعض الفحوصات لتحديد سبب السمنة، ثم يقوم أخصائي التغذية بوصف خطة تغذية معينة للطفل. في كل الحالات حتى لو لم يكن طفلك سميناً، يجب أن تكون من أولى أولوياتكم أن يكون نظامكم الغذائي متوازناً.

طرق لتجنب الإصابة بالسمنة المفرطة والحفاظ على التغذية السليمة:

1.شجعا طفلكما على ممارسة الرياضة بانتظام. من الممكن الذهاب إلى الحدائق العامة حيث يمكن لطفلك اللعب والجري بحرية.

2.ضعا حدوداً حاسمة بالنسبة للوقت الذي يقضيه طفلكما يومياً أمام التلفزيون أو الكمبيوتر أو في اللعب بألعاب الفيديو.

3.اشركا أطفالكما في التخطيط للوجبات وفي التسوق عند شراء البقالة. انتهزا هذه الفرصة وعلماهم كيفية اختيار الغذاء الصحي.

4.تناولوا وجباتكم مجتمعين سوياً على مائدة الطعام بقدر الإمكان وتجنبوا الأكل أمام التلفزيون.

5.لا تستخدمي الطعام كمكافأة أو كعقاب. أحياناً تستخدم الأمهات "الحلوى" كوسيلة لمكافأة الأطفال وهذا يجعل الأطفال يعشقونها أكثر.

   د. نجلاء الشاعر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدورة الرابعة الحجامة الصفحه الخاصه

لرفع المناعة وتنظيف الجسم من السموم